كان الظلام يملىء المكان والسماء تتحدث بأصوات الرعد والأمطار ..والقمر يختفي بين السحب ويظهر ...
وأنا أقف هناك أرتدي الجاكيت الرمادي والكوفية الحمراء وأحتضن بين ذراعي كتاب لأحمد رامي..
إختبأ بين الأشجار خوفا من الرجال الذين يمرون من أمامي بين الحين والآخر .
إختبأ لأنتظرك وأتمنى حضورك كما تتمنى الأطفال حضور العيد ...أنتظرك هنا وحدي ..
أنظر للطريق مرة و أتأمل الأمطار والقمر مرة أخري..
ويمر من فوق رأسي صوت الكروان الذي أستمع إليه جيدا لأعرف ماذا يريد أن يقول لي؟ وتمضي الدقائق كأنها ساعات ويمضي الرجال كأنهم أشباح في الظلام وتكون أنت بينهم أراك من بعيد تقترب..ويتضح وجهك الذي أعر ف تفاصيله جيدا وتراني وقد إقتربت مني تماما ..أمسك كتابي بيد واحده وألوح بالأخرى لأطمئن أنك تراني
ويمر الكروان مرة أخري أهز رأسي لمعرفتي أنه يرحب معي بمجيئك
وتأتي وإختبأ ثانيا بين ذراعيك ..إختبأ لدرجة الهدوء لاأشعر بالأمطار هل توقفت أم لامازالت مستمرة
ولا بحركة القمر بين السحب ولابأي شيء... لاأشعر الآبالحرارة التي تأتي من صدرك ...والتي أعرف أنها لاتكون الإمعي
لانك تحبني ...وتمر الساعات كأنها دقائق لا يتحدث سوي صوت أنفاسنا العميق ...ثم تتحسس يدي وتقبلها كعادتك
وانظر للسماء فأجد الأمطار قد توقفت والقمر أضاء الوجود..........
وأنظر إليك فأذا بك رجل لا أعرفه رجل كوحش له أنياب ويزوم كالهاجم على الفريسة أخاف لدرجة أنني أتجمد في مكاني لا أعرف من أنت؟ وأين حبيبي ؟ أسئله لاأجد لها إجابة وتحاول أن تقترب مني ثانيا......وأصرخ ..................
وتأتي أمي وهي تحاول تهدئتي
و تقول اللهم أجعله خير !