لن أعود
لازالت أذكرها.....أنها سيدة عمرها يقترب من السبعين عاما وجهها يقول أنها كانت جميلة حقا أيام صباها
تجلس في حجرة تمتلىء بالصور القديمة...........هنا على الحائط الأيمن في مواجهة الدولاب الصغير توجد صورة لها وهي في العشرين من عمرها ، وهنا على الجانب الآخر صورة زفافها على رجل يبدو عليه الآناقه .......وهنا فوق التلفاز صورة أخرى لعبد الناصر وهو يسلم عليها........جلست معها لعمل بحث نفسي عن المسنين .وجلست هي لتروي لي كم كانت جميلة وكم كانت تحب زوجها وكم كانت تعمل هنا وتنشط هناك
جلست لتروى أيام صباها وبين الحين والآخر أسمع صوت عميق من صدرها .................
لاأعرف هل هو صوت الذكرى والإشتياق لما مضى من العمر
أم هو صوت العمر ذاته الذي أقترب موعد إنتهاؤه ؟!
جلست تروي وأسمع لها .................
أضحك تارة وأخفي دمعتي تارة أخرى ...........
وبين الضحك والدموع تحكي هي وأسمع أنا .....
وتوقف الحديث بيننا ....بل أنتهى وقد أكملت بحثي
وهي تصافحني ...وتأخذ منى وعد بلقاء جديد للإطمئنان عليها .
أعدها ...ولاتثق في وعدي ...كما لاتثق في الزمان !
وتترجاني ..وأعدها وأترك المكان وهي تعرف أنني لن أعود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
وانا أيضا لم أعود لكثيرات منهم وكثيرين لكن كلما تذكرتهم عرفت أنهم يعرفون الحقيقة وقد عرفوا سرك يا مروه "المواجدة" عجبتني أوي
فعلا فعاله فعلا جميل جدا... نجوان
من الصعب جدا علي الانسان ان يتخيل انه من الممكن ان يأتي عليه الوقت الذي يقابل فيه افراد يعاملونه برفق وحب ولين وهو يعلم بكل تأكيد انه لن يراه مرة اخري بئس الحزن في هذه اللحظات .
ارجو ان تعودي لها وتذكيرها بنفسك
ستكون ان كانت عايشة في قمة السعادة
إرسال تعليق